
HAKAIA Worldwide is a popular online newsportal and going source for technical and digital content for its influential audience around the globe. You can reach us via email or phone.
+(785) 238-4131
hakaia.latifa@gmail.com
يوم الجمعة 18 جويلية وضمن الدورة 59 لمهرجان الحمامات الدولي كان اللقاء رائعا بين عشاق الفن الرابع وصناع مسرحية "كيما ليوم" حيث لم يدخر الممثلون والفريق التقني نقطة عرق من أجل تقديم أفضل ما لديهم ونيل استحسان الجماهير التي غص بها مسرح الهواء الطلق في المركز الثقافي الدولي بالحمامات ولم تتدخر الجماهير الحاضرة من جهتها جهدها من أجل تشجيعهم على الإبداع والامتاع.
قد يكون نص مسرحية "كيما اليوم" نبع من عالم يعج بالفوضى والحروب واللامعنى لكنه يدعو إلى العقلانية ونبذ العنف والكراهية..
وهذا العمل الذي شد الجماهير الحاضرة هو ثمرة إنتاج مشترك بين المسرح الوطني التونسي وشركة "الفن مقاومة"، عن نص لليلى طوبال والتي تكفلت أيضا بالإخراج والسينوغرافيا .
تفتتح المسرحية بخبر اختفاء "دنيا" في ظروف غامضة عقب احتفالها بعيد ميلادها، لتمضي الأحداث بايقاع سريع في تتبع هذا الغياب والغوص في اسبابه وتدعايته الظاهرة والخفية .
وقد أدى الأدوار في هذا العمل الطفلة مايا سعيدان وأصالة نجّار ودينا وسلاتي وفاتن شرودي وخديجة محجوب وأمان الله التوكابري. وقد ظهرت هذه الشخصيات ككائنات تتخبط في تيه جماعي فاقدة لبوصلة الهوية والانتماء.
وكانت السينوغرافيا التي صمّمتها ليلى طوبال مشبعة بالرموز والدلالات. وقد تجسدت العناصر السنوغرافية في جدران مثقوبة ومتاهات وألوان وظلال تنبض بالمعاني وجاءت المؤثرات البصرية خصوصا بتقنيات "المابينغ" التي صممها محمد بدر بن علي لتعزّز هذا البعد الرمزي مدعومة بإضاءة لصبري العتروس وموسيقى تعبيرية موقعة بأنامل مهدي الطرابلسي، كم أسهمت الكوريغرافيا التي أعدّها عمّار لطيفي في تكثيف الشعور بالتيه والضياع.
وتعتبر مسرحية "كيما اليوم" تتويجا لمسيرة فنية ثرية امتدت على أربعين عاما حققت فيها ليلى طوبال الممثلة والكاتبة والمخرجة إشعاعا إقليميا ودوليا.
وفي الندوة الصحفية التي أعقبت العرض، عبرت المخرجة ليلى طوبال عن سعادتها بنجاح العرض والاقبال الجماهيري عليه في مهرجان عريق مازال محافظا على تقليده الجميل المتمثل في ادراج اعمال مسرحية في برمجته وقالت: "المسرح هو فعل حياة"، وأضافت: "أنا فنانة عضوية، لا أمارس الفنّ من برج عاجي، بل من الأرض، من الألم، من اليومي. لا أطلب دعمًا من وزارة الثقافة، أحفظ كرامتي، وأشتغل بما يُتاح... وكل عرض هو ولادة جديدة بالنسبة لي.. وانا أشتغل بالمحبّة، وبشغف لا يتوقف ودون شك المسرح ما زال قادرًا على منح الناس أملاً ونحن لا يمكننا العيش دون أمل "