آب/أغسطس 07, 2025

Login to your account

Username *
Password *
Remember Me

مواضيع تم تصنيفها حسب التاريخ : الأربعاء, 06 آب/أغسطس 2025

لم يكتفي الفنان مروان عبد الحميد المشهور بإسم سانت ليفانت بالغناء والرقص والعزف على الساكسفون والعود مرتديا قميص المنتخب الوطني التونسي خلال السهرة التي قدمها أمام شبابيك مغلقة على ركح المسرح الأثري بقرطاج يوم الثلاثاء 05 أوت 2025 ضمن الدورة 59 لمهرجان قرطاج الدولي حيث وجه عدة رسائل، وقال في أطول مداخلة له خلال الحفل استمرت قرابة الدقيقتين معبرا عن سعادته بملاقاة الشعب التونسي وحفاوة الاستقلال الذي حظي به:" أنتم شعب لا ينسى القضية الفلسطينية، أنا رحت كتير بلدان، رحت بلدان في الغرب ورحت بلدان عربية، الكل بيحكيلك مروان لا تلبس الكوفية على المسرح، مروان متحكيش أنك فلسطيني على المسرح، بس في تونس قصة ثانية في تونس أنا حسيت.. يقاطعه الجمهور مرددا فلسطين حرة حرة.. في تونس أحكي لسواق التاكسي أنا فلسطيني بصير يحكيلي كل يوم أبكي على أطفالنا في غزة زينا كلنا، فأنا حابب أحكيلكم فلسطين بتحبكم وأنا بأحبكم برشا، أنا من مواليد مدينة إسمها غزة، غزة الحبيبة، وأنا كثير فخور أني أكون هون كفلسطيني وأنتم تدعموني، وعندي رسالة إلى الجيل الجديد، علينا أن نستغل الفرصة إلى قدامنا، إحنا جيل السوشل ميديا وبرأيي وصلنا للعالم القضية الفلسطينية بهواتفنا المحمولة، فصوتكم كثير كثير مهم."

وأنا ألمم أفكاري لكتابة مقال عن سهرة سانت ليفانت على ركح المسرح الروماني بقرطاج والتي استمرت ساعتين كاملتين دون انقطاع وكانت على حد قوله الأطول في مسيرته الاحترافية، مقال أخذ فيه بعين الإعتبار من جهة ما عاينته ولاحظته وأنا أتابع الحفل وعلى غير العادة في مكان بعيد جداً عن المكان المخصص للصحفيين حيث قررت مواكبته وسط الجمهور الغفير الحاضر والذي فاق سعة المسرح دون أن يحس أحد بالضجر أو الملل رغم الإزدحام الشديد، ومن جهة ثانية ما قرأته من تعليقات من زملاء ومواطنين وشخصيات فيسبوكية ان جاز التعبير عدد هام منهم لم يواكبوا الحفل ومع ذلك انتقدوه نقدا لاذعا وجارحا.

في هذا الخضم استوقفني مقال لأستاذي الفاضل في علم الاجتماع ومؤطري في البحث الذي قمت به لنيل شهادة الدراسات المعمقة في علم الاجتماع الدكتور الطاهر لبيب، وعنوانه "ثقافة اللامعنى"  ومما جاء فيه:

"... وإذا كنتَ، متلقّيًا (والمعنى لا يتحدّد من دون تلقّيه) فقد يغيب عنك مدلولٌ قصده القائلُ (كما يحدث حين تستمع إلى خطابٍ لا تفهمه) وقد تستحضر مدلولًا لم يقصده (كما يحدث حين تستمع إلى من يهذي أو فقد وعيه).. الخلاصة أنه لا يكفي أن تقول لتكون قلتَ شيئًا ذا معنى: قد لا تكون قلتَ شيئًا، وقد تكون قلتَ اللّاشيء..."

هذا الطرح العبقري دفعني الى التساؤل: هل للكلمات التي رتبها سانت ليفانت شعرا وصاغها ألحانا معنى أم أنها تندرج ضمن الامعنى؟

جواب الدكتور الطاهر لبيب واضح في هذا الخصوص حيث يقول في ذات المقال: "...ما قد يبدو مفارقة هو أن يكون المعنى، بصورةٍ ما، ناتجًا عن اللامعنى، باعتباره مواجهًا له أو ردَّ فعلٍ ضدّه. يقول البعض بوجود المعنى في اللاّمعنى، والمؤكّد أنّ ما لا معنى له قابلٌ للتأويل، تأويلًا يكسبه معنىً ما." وتماشيا مع هذا الاستناج اخترت ان اسرد لكن ما شاهدته بأم عيني كما يقال في حفل سانت ليفانت على ركح المسرح الأثري بقرطاج واترك لكم الحكم: هل يدرج ما قدمه هذا النجم الصاعد في عالم الفن ضمن ثقافة معنى أم ضمن ثقافة اللامعنى؟

 رغم وصلي إلى المسرح الروماني بقرطاج قبل ساعة ونصف من بداية حفل الفنان سانت ليفانت في حين قرابة 80 بالمائة من الجماهير دخلت المسرح ثلاث ساعات قبل انطلاقه بحثا عن مكان يتناسب مع زاوية المتابعة التي يحبذونها لم اجد صعوبة في الحصول على مكان مريح، وعندما تأملت في من حولي لاحظت أنني محاط بشباب وكهول تتراوح أعمار معظمهم بين 18 و 35 سنة.

ورغم دخول جلهم إلى المسرح قبل بداية الحفل بفترة تتراوح بين ساعتين وأربع ساعات فقد وقفوا من لحظة اعلان بداية السهرة والساعة تشير إلى العاشرة وخمس دقائق ولم يجلسوا لحظة واحدة إلى نهاية الحفل في حدود منتصف الليل وما لفت انتباهي انهم كانوا طوال السهرة في نشوة لا تخطؤها العين، يضحكون ويرقصون ويصورون ويبتسمون ويحفظون عن ظهر قلب جل أغنيه ويتقاسمون الحفل عبر هواتفهم مع اصدقائهم خارج المسرح ويهتفون بين الأغنية والأغنية بإسم فلسطين، ولا ينقطعون عن تشجيع سانت ليفانت والهتاف بإسم مبروكة التي كانت مفاجأة السهرة حيث صعدت على الركح قبل انتهاء الحفل بقليل وسط عناق الفنان وتصفيق عشاقه ومريديه.

سانت ليفانت وقال إنه يفضل مناداته مروان عرف كيف يراوح بين الأغاني التي اشتهر بها وكيف يسوق لأغانيه الجديدة حتى التي لم تخرج بعد للعلن، كما راوح بين الغناء بلاث لغات يتقنها وهي العربية والانجليزية والفرنسية.

من بين الأغاني التي قدمها مروان وسط تفاعل كبير من الجماهير الحاضرة وعدد منهم حرص على جلب الكوفية الفلسطينية والتلحف بها وعدد آخر صنع منها ثوبا جميلا، نذكر: "على هذه الأرض" و"دلعونا" و"هل يمكن أن تحبيني" والتي مزج فيها الدبكة الفلسطينية مع الهيبهوب، و"الله يحميكي" التي مزج فيها الشاوي والراي الجزائري مع الفلامنكو الاسباني، و"بعينيكي" و"القليل من الأصدقاء" ومزج فيها ايقاعات غربية سريعة مع ألحان عربية هادئة، 

وغنى من ألبوميه الأخرين "رسائل حب" و"ديرة"، و"الله يحميكي" و"comme c'est beau" و"قلبي" .

وأختار من ألبومه "ديرة" "دلعونا" و"ديرة"، والأغنية هي اسم لفندق أقام فيه مروان عبد الحميد طفلا لكنه تعرض للقصف بعد حرب 7 أكتوبر 2023, 

وأثناء أداء مروان عبد الحميد أغنية "ديفا' بايقاعات جزائرية في تحية  لأمه وهي من أصول جزائرية رفع عنصر من فرقته على الركح العلمين التونسي والجزائري وسط استحسان الجماهير لذلك...

استنتاجات عديدة يمكن الخروج منها من حفل سانت ليفانت ضمن الدورة 59 لمهرجان قرطاج الدولي والذي خرج منه الجمهور الحاضر في قمة السعادة والانبساط في حين عجت مواقع التواصل الاجتماعي وبعض الانتاجات الصحفية بالنقد اللاذع الذي تخطى في بعض الأحيان حدود اللباقة والأدب أن:

-أولا صناعة نجوم الفن لم يعد حكرا على وسائل الاعلام التقليدية والنافذة والمؤثرة ولم يعد حكرا على شركات الانتاج الفني التي ظلت لفترة طويلة تتحكم في سوق الفن وصناعة نجومه فقد سحبت وسائل التواصل الاجتماعي من تحتهم البساط ونسفت وصايتهم على الفن وسانت ليفانت خير مثال على ذلك فنجاحه في استقطاب الجماهير المتعطشة إلى لقائه في مهرجان قرطاج الدولي وكل المهرجانات التي يشارك فيها دليل دامغ على ذلك.

الفنان سانت ليفانت الذي أسال الكثير من الحبر حول جدارته بإعتلاء مهرجان قرطاج العريق نحت اسمه في قائمة الفنانين المحبوبين والمفضلين لدى ملايين الجماهير العربية والغربية لا بعد أن مررته القنوات التلفزيونية العالمية وانما بعد أن حققت  أولى أغنية بتوقيعه وعنوانها "جيروزالم فريستايلز" ثم تلتها "نيرفانا إن غزة" وكانتا باللغة الإنجليزية نسب مشاهدة مرتفعة على اليوتيوب، ومنصات تيكتوك وانستغرام.

-ثانيا الاذواق تتغيير من جيل إلى جيل وفرق كبير بين النقد والانتقاد واحترام الاذواق سلوك حضاري يحتاج إلى الترسيخ.

- ثالثا لن تتقدم المهرجانات إذا لم تعمل على تلبية مختلف الاذواق الفنية فهاذا واجبها ولن تتقدم الشعوب إذا لم ترفع شعار: " من هو مختلفة عني يثريني."

بقلم: رياض سكمة

 

نشر في ثقافة

اليومية

« آب 2025 »
اثنين ثلاثاء الأربعاء خميس جمعة سبت الأحد
        1 2 3
4 5 6 7 8 9 10
11 12 13 14 15 16 17
18 19 20 21 22 23 24
25 26 27 28 29 30 31
everymatrix altyapılı bahis sitelerikareasbetDeneme bonusu veren sitelersiyah bayrak at yarışı tahminlerikareasbet giriÅŸkareasbetbetingo giriÅŸyabancı dizi izleBetwild güncel giriÅŸgüvenilir casino sitelerigobahis giriÅŸyabancı dizi izlegobahis giriş1kareasbetcasino.comasper casinoesbet giriÅŸmeritkingzbahiscasibombycasinopiabellacasinosekabetmaltcasinoasyabahissahabetslot dünyasıtipobetmatadorbetxslotdumanbetmadridbetholiganbetzlotbahisabibahisabi