آب/أغسطس 04, 2025

Login to your account

Username *
Password *
Remember Me

مواضيع تم تصنيفها حسب التاريخ : الأحد, 03 آب/أغسطس 2025

عرض "قائدي الاوركسترا" "La Nuit des Chefs إنتاج مسرح الأوبرا بمدينة الثقافة، وبمشاركة الأوركستر السمفوني التونسي عرض مفتوح على أكثر من رؤية موسيقية، حيث جمع على نفس الركح خمسة من أبرز قادة الأوركسترا في الدول المطلة على البحر الأبيض المتوسط وهم:

- شادي القرفي، (من تونس)

- لطفي السعيدي (من الجزائر)

- أندريا تارنتينو (من إيطاليا)

- لامار إلياس (من فلسطين)

- أحمت باران (من تركيا)

عشاق الموسيقى السنفونية وأنا واحد منهم استبشروا ببرمجة ادارة مهرجان قرطاج الدولي في دورته التاسعة وتحديدا يوم الخمسين يوم 01 أوت 2025 حفلا سنفونيا ضخما خارجا عن المألوف، كيف لا وهو لا يضم قائدا واحدا من دولة واحدة بل يجمع في نفس السهرة وعلى نفس الركح خمسة قادة اوركسترا مرموقين ومشهورين لا في بلادانهم فقط وانما على المستوى المتوسطي والدولي جاؤوا لا للتنافس وإنما لتقديم حفل متكامل متعدد العطور يطرب السامعين ويساهم في مزيد من التقارب الفني بين الفرق الموسيقية في الدول المتوسطية.

لهذا الحفل الضخم عدة مميزات لعل ابرزها انه رغم تعدد القادة واختلاف رؤاهم الفنية لم تكن الرحلة الموسيقية التي اخذونا إليها وتوقفت في عدة دول من جنوب المتوسط وشماله شاقة بل على العكس كانت ممتعة فوق التصور ومبهرة فوق الحسبان وهو ما جعل السفينة تصل بالجمهور الذي واكب هذه السهرة إلى بر القناعة بانهم احسنوا الاختيار فقد واكبوا سهرة أبدع فيها العازفون والمطربات وقادة الاوركسترا وأيضا الطاقم الفني ومهندسي الصوت فبفضل مهارتهم كان الصوت نقيا وواضحا رغم صعوبة المهمة.

تركيز الجماهير وتفاعلهم مع مختلف فقرات العرض زاد من حماس الفرقة وقادة الاوركسترا وهو ما جعل الحاضرين يستمتعون بالموسيقى التونسية وبنبهرون بالموسيقى الايطالية ويتسلطنون مع الموسيقى الجزائرية ويثورون مع الموسيقى الفلسطينية ويهتزون طربا مع الموسيقى التركية ويتابعون في نفس السهرة موسيقيين من عدة دول متوسطية وهم يعزفون ويغنون على ركح المسرح الروماني بقرطاج ألحانا عذبة، بعضها من التراث الموسيقى المتوسطي، وبعضعا من التراث الموسيقى العالمي، وبعضها من إبداع موسيقيين معاصريين تركوا بصمة في تاريخ الموسيقى العربية والمتوسطية والعالمية.

السهرة الاوركسترالية على ركح المسرح الروماني بقرطاج شارك فيها من تونس المايسترو شادي القرفي ومن الجزائر المايسترو لطفي السعيدي ومن فلسطين المايسترا لامار الياس ومن ايطاليا المايسترو آندريا تارنتينو ومن تركيا أحمد باران.

وبما أن السهرة تضمنت أيضا أغاني بتوزيع سنفونيا فقد سجلت مشاركة السوبرانو Goar faradzhian من ايطاليا والفنانة منجية الصفاقسي من تونس والسوبرانو Mine bitmez من تركيا.

 العرض أنطلق بمعزوفة عنوانها "مألوف فانك" من تأليف الفنان التونسي فوزي الشكيلي وتحت قيادة المايسترو التونسي شادي القرفي.

وتضمنت الفقرة التي اعدها المايسترو شادي القرفي الذي صمم هذه السهرة تقديم عدة أغاني في توزيع اركسترالي بصوت الفنانة منجية الصفاقسي من بينها اغنية "تتفتح لشكون" كلمات عبد الحكيم الربيعي وألحان عبد الكريم صحابو و"يازهرة في خيالي" لفريد الأطرش .

 المايسترو الايطالي آندريا تارنتينو قدم إلى قرطاج مرفوقا بالسوبرانو Goar faradzhian وقد أغانت خلال السهرة باحساس مرهف وصوت قوي يشد السامعين أغاني من روائع الذاكرة الموسيقية الإيطالية مثل O sole mio وil padrino وهي الموسيقى التصويرية لفيلم "العراب" وcon te partiro التي تعتبر من أشهر الأغاني لأندريا بوتشلي.

الوجهة الموالية لهذه الرحلة الموسيقية المتوسطية كانت عربية حيث ارست في الجزائر وفسحت المجال للمايسترو الجزائري لطفي السعيدي ليشنف آذان الحاضرين بمعزوفات وأغاني جزائرية وصل بعضها للعالمية فقدم أغان مثل "جارجورا" ألحان عبد الوهاب سليم، وغني الكورال "يا شهلة لعياني" ومسك ختام الفقرة أغنية "يا رايح" كلمات رشيد طه وألحان دحمان الحراشي.

 وقبل اطالالة لامارا الياس قائدة الاوركسترا الفلسطينية على الركح توجهت الانتظار إلى الشاشة الكبيرة الموجودة خلف الفرقة الموسيقية والتي تزينت بصورة  للمسجد الاقصى المبارك.

لامارا الياس استهلت فقرتها بمعزوفة "سماعي بياتي" ثم أغنية "منتصبة القامة مرفوعة الهامة"، ونشيد "موطني"، وأغنية "بحلف بسماها"وأغنية "يا شعبي يا عود الند".

 وتبقى أطول فقرة وأجملها في هذا الحفل في تقديري تلك التي قدمها المايسترو وعازف قانون التركي أحمت باران.

الفنان احمت باران لم يكتف بقيادة الفرقة فقد أبدع وحلق عاليا بآلة القانون من خلال طريقته الطريفة في عزف ايقاعات تركية وتطويع القانون ليقتلع مكانه ضمن الآلات التي يمكن أن تضمها الفرق السنفونية ويمكن من خلالها اعطاء نفس شرقي على الموسيقى السنفونية  وشد المتلقي وامتاعه بهذا التجديد.

المبدع التركي احمت باران اظهر موهبة خارقة في العزف على القانون وتطويعه مع الموسيقى السنفونية وقد قدم وسط تصفيق متواصل من الجماهير الحاضرة عدة قطع موسيقية مذهلة من بينها قطعة بعنوان "Taamolet" وقطعة بعنوان "mozar't tan son mekup كما أبدع في المزج بين الايقاعات الشرقية والغربية .

وإلى جانب القطع الموسيقية قدم باران أغاني باللغة التركية ادتها بكل اقتدار السوبرانو التركية Mine bitmez وغنت kalamis و hatirla segili.

مسك ختام السهرة التي انصفت عشاق الموسيقى السنفونية وأكدت على أن من أدوار المهرجانات الدولية التي تحظى بدعم الدولة تلبية مختلف الاذواق الفنية وضرورة الحفاظ على هذا الدور الهام كان برائعة الفنان السعودي عبد الرب ادريس أغنية "ليلة عمر".

وما هو مؤكد في تقديري ما سيبقى عالقا في ذهني وذهن عدد ممن واكبوا هذا الحفل الرائق أولا أن الحضور الجماهيري لم ولن يكون مقياسا للحكم على نجاح الحفل وأن الرقي الفني والموسيقي والابداعي للعروض الموسيقية قد يقابل بحضور جماهيري ضعيف أو متوسط كما هو الحال في هذه السهرة الرائعة.

 ثانية يمكن من خلال مثل هذه المشاريع الفنية الدولية ومتعددة الاطراف أن تساهم الموسيقى في تلاقح الثقافات وتوسيع دائرة اشعاع المبدعين إلى جانب نشر قيم الحب والتعايش والتآخي والسلام.

ثلاثا تعدد القادة في نفس الحفل نسف المقولة الشهيرة: "كيف تكثر الرياس تغرق السفينة"، فالحفل تعدد فيه القادة ومع ذلك كان ناجحا ورائعا لأن القادة تكاملوا ولم يتقاتلوا، وكان هدفهم واحد وهو تقديم عرض موسيقي متميز ثمرة مشروع فني طريف من حيث الفكرة وصعب من حيث الانجاز.

بقلم: رياض سكمة

نشر في ثقافة

اليومية

« آب 2025 »
اثنين ثلاثاء الأربعاء خميس جمعة سبت الأحد
        1 2 3
4 5 6 7 8 9 10
11 12 13 14 15 16 17
18 19 20 21 22 23 24
25 26 27 28 29 30 31

أحدث التدوينات

everymatrix altyapılı bahis sitelerikareasbetDeneme bonusu veren sitelersiyah bayrak at yarışı tahminlerikareasbet giriÅŸkareasbetbetingo giriÅŸyabancı dizi izleBetwild güncel giriÅŸgüvenilir casino sitelerigobahis giriÅŸyabancı dizi izlegobahis giriş1kareasbetcasino.comasper casinoesbet giriÅŸmeritkingzbahiscasibombycasinopiabellacasinosekabetmaltcasinoasyabahissahabetslot dünyasıtipobetmatadorbetxslotdumanbetmadridbetholiganbetzlotbahisabibahisabi