
HAKAIA Worldwide is a popular online newsportal and going source for technical and digital content for its influential audience around the globe. You can reach us via email or phone.
+(785) 238-4131
hakaia.latifa@gmail.com
الفنان الفلسطيني محمد عساف قبل عرض ''من أجل غزة'' على ركح المسرح الروماني بقرطاج:" علقت جميع أعمالي وأنشطتي الفنية منذ سنتين بسبب الأوضاع الكارثية التي يعيشها قطاع غزة، وكغيري من الغزاويين فقدت العديد من الأحبة.. وارتأيت من خلال تلبية الدعوة التي تلقيتها من مهرجان قرطاج الدولي أن أكسر الصمت وأن تكون ليلة من أجل فلسطين ومن أجل غزة وأن نتحدث في الحفل من خلال الأغنية عن معاناة شعبنا في غزة... لقد أقنعتني إدارة مهرجان قرطاج بشكل راقي أن أشارك في هذه الدورة، ووافقت رغم رفضي في وقت سابق للعديد من العروض..''
وأنا أتوجه إلى المسرح الروماني بقرطاج حاملا قلمي ودفتري ومصدحي وهاتفي لمتابعة حفل الفنان الفلسطيني محمد عساف الذي أحياه يوم 27 حويلية 2925 والمدرج ضمن الدورة 59 لمهرجان قرطاج الدولي وقبل أن أشرع في الكتابة عنه بعد لملمة أفكاري وملاحظاتي وتدوناتي، تساءلت بيني وبين نفسي: كيف ستكون اطالالة نجم الغناء الفلسطيني والغزازي محمد عساف بعد غياب دام أربع سنوات على جمهور مهرجان قرطاج وغياب عن المسارح لمدة تقارب السنتين؟ هل سيتمكن هذا الفنان الشاب من اقناع عشاقه في العالم العربي أن اختياره العودة إلى أضواء المهرجانات من بوابة مهرجان قرطاج العريق بأن الحفل سيخدم غزة وسيصب في مصلحة القضية الفلسطينية لعدة اسباب:
أولها الاختيارات الفنية حيث ستكون كل الأغاني المبرمجة في السهرة أغاني لفلسطين وعن فلسطين تروي من خلال كلماتها جانبا من كفاح الشعب الفلسطيني الاعزل وما يتعرض له من تنكيل وتجويع وتقتيل.
ثانية الحفل سيقدم في دولة امتزج فيها الدم الفلسطيني بالدم التونسي.. ودولة لا تجرم رفع العلم الفلسطيني وارتداء الكوفية الفلسطينية في شوارعها وملاعبها ومؤسساتها التعليمية والادارية.. دولة لم يشفى الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش من حبها..
وثالثا لأن الفن شكل من اشكال المقاومة ودعم المقاومة الميدنية بمختلف اشكال الفن بمختلف هو ايضا فعل مقاومة.
فور دخولي إلى المسرح الروماني بقرطاج غمرتني سعادة كبيرة وأنا أرى بأم عيني حضورا جماهيريا كبيراً حيث قارب عدد الحاضرين والحاضرات من مختلف الأعمار بما في ذلك الأطفال، السبعة آلاف متفرج، عدد منهم من الجالية الفلسطينية المقيمة في تونس ومن الطلبة الفلسطنيين الذين يدرسون في الجامعات التونسية.
ومما زاد في هيبة المكان وفي جمالية المشهد التي تراه في مدرجات المسرح الروماني بقرطاج رفع جل الجماهير الحاضرة للعلمين الفلسطيني والتونسي والتحاف عدد منهم بكل فخر واعتزاز بالكوفية الفلسطينية وهو ما جعل الرسالة التي نقلت إلى العالم عبر البث المباشر للحفل على اثير التلفزة التونسية وعبر التغطية الاعلامية الكبيرة التي حظي بها قوية ومؤثرة.
ومن مميزات هذا الحفل أنه وعلى غير العادة لم يعط إشارة انطلاقه ضيف المهرجان بأغنية أو الفرقة المصاحبة له بوصلة موسيقية بل جاءت إشارة انطلاقته من الجماهير الحاضرة فمع حلول الساعة العاشرة ليلا وبعد النشيد الرسمي التونسي وصوت صابرة الهميسي الآتي من الكواليس وهي تقدم حفل محمد عساف بصوت جميل ونبرة فيه الكثير من الحماس والتشجيع، شرع الجمهور في ترديد شعارات تنادي بالحرية والانعتاق للشعب الفلسطيني الباسل، وقد زاد ذلك في حماس الفرقة المكونة من قرابة ثلاثين عازفا ودفع الفنان محمد عساف إلى تقديم أفضل ما عنده والرد على تحية الجمهور بالقول:
"الله يمسيكم بالخير جميعا، جئتكم حتى نسمع أصواتنا.. عندي الكثير من الكلام في هذا الظرف الذي تمر به فلسطين الحبيبة ونحن اليوم في تونس الحبيبة مارح نشفى من حب تونس! كل المحبة الكم يا شعبنا في تونس .. تحية لفلسطين ام البدايات والنهايات.. الألم يعتصرني وأنا أرى غزة العزة تتعرض للإبادة أمام هذا الصمت .. لك الله يا فلسطين."
السهرة استهلها محمد عساف بأغنية "يا دنيا اشهدي"، ثم تتالت أغانيه الناجحة التي يحفظ الجمهور الحاضر عدد منها عن ظهر قلب ومن بينها "أنا دمي فلسطيني" و"علي الكوفية"، و"ارفع راسك"، و"يا بنات بلدنا"، و"يا دنيا علي اشهدي" و"غزة أرض المجد وأرض العزة" و"سلام لغزة سلام" .
وقد راوح عساف خلال هذه الحفلة التي امتدت قرابة الساعتين بين تقديم أغانيه الشخصية واغاني عربية مشهورة حول القضية الفلسطينية مثل "منتصب القامة أمشي"، و"موطني" و"بلاد العرب أوطاني" و"لو رحل صوتك" و"بأكتب اسمك يا بلادي".. وقد نالت هذه الاختيارات الفنية استحسان الجماهير الحاضرة وأكد عساف من خلال أدائه على جمالية صوته واتقانه غناء المواوييل والميجنة والعتابة والدبكة اضافة إلى اللون الفني الذي اشتهر به.
ولئن أجابني الفنان محمد عساف وجمهور مهرجان قرطاج الدولي الذي واكب الحفل الذي قدمه عساف تحت عنوان "من اجل غزة" عن الاسئلة التي جئت بها إلى الحفل، فقد عدة إلى البيت وأنا أبحث عن عنوان لمقالي يكون موجزا وبليغا..
وبعد تدوين عدة عناوين استقر الرأي عندي على عنوان تخيلت فيه مهرجان قرطاج الدولي له شفتان ولسان وهو يتحدث بكل فصاحة مع سيدة الأرض، مع "أم البدايات والنهايات" وختم حديثه معها بالقول: "أنا لا أنساك فلسطين و يشدُّ يشدُّ بِيَ البُعد أنا في أفْيائِكِ نِسرين أنا زهرُ الشّوكِ أنا الورد..
بقلم: رياض سكمة