تدين الفنانة الأردنية البريطانية إلى عامي 2005 و2006 بالكثير من شهرتها ونجاحها، فقد شهدا تحولها إلى وجه يألفه المتابع العربي وينتظر جديدة، ففي عام 2005 شاركت رانيا الفنان المصري أحمد الفيشاوي في بطولة فيلم الحاسة السابعة الذي حقق نجاحاً جماهيرياً كبيراً، ثم في العام التالي تعرف المشاهدون على رانيا بموهبة جديدة وهي الغناء إذ تصدرت أغنيها "شايف نفسك" قوائم أفضل أغنية عربية لشهور متتالية، كما حقق الفيديو المصور للأغنية مشاهدات ضخمة، ولا يزال الجمهور يدندن الأغنية إلى عامنا هذا. ولكن أين اختفت رانيا بعد كل هذه الشهرة؟

في الواقع ترى رانيا أنها لم تختفي عن الساحة، ولكنها ربما تكون قد ركزت على جوانب أخرى من العمل الفني تختلف عن ما توقعه منها الجمهور، فقد عملت في العديد من البرامج التليفزيونية مع قنوات شهيرة مثل بي بي سي وسي إن إن وأبو ظبي، كما كان للأعمال التوعوية جانب كبير من حياة رانيا، إذ تعمل حالياً كمدربة حياتية أو لايف كوتش وتساعد الكثير من النساء حول العالم في استعادة ثقتهن بأنفسهن ووضع تعريف مختلف لأنفسهن. كما تطلق رانيا حملات للتوعية بشأن العنف الجنسي. وتقدم أيضاً بودكاست على موقعها الشخصي يناقش أهم القضايا الاجتماعية في المشهد العالمي.

لذلك فإن بيت سلمى لا يعد فقط مدخل جديد أو عودة إلى الساحة السينمائية العربية، ولكنه يتميز بنمط مغاير أو مذاق مختلف لما تحاول رانيا تحقيقه في العالم، إذ تلعب دور "لمياء الشامي" وهي امرأة توفي عنها زوجها ولم يترك لها شيء سوى منزل تتصارع مع زوجته السابقة وابنته على ملكيته، وفي خضم هذا الصراع نكتشف أنها لا تجيد القيام بأي عمل مفيد في الحياة، وهو على عكس ما تسعى إليه في حياتها، كما أن "لمياء" تستخدم منصات مواقع التواصل الاجتماعي لرسم صورة مزيفة عن حياتها، بينما تحاول الكردي في الواقع استخدام صوتها لإيصال رسائل مجتمعية مهمة.

في بيت سلمى نرى رانيا الكردي تعود إلى الشاشة الكبيرة بحلة مختلفة ناضجة عن "منى" التي أحببناها في فيلم "الحاسة السابعة"، وكان بيت سلمى قد شهد عرضه الأول في الأردن مؤخراً، وحصل الفيلم على عرضه العالمي الأول في مهرجان Cinequest في الولايات المتحدة الأمريكية، الفيلم من إخراج وتأليف هنادي عليان، وبطولة جولييت عواد وسميرة الأسير ورانيا الكردي وفراس طيبة ووليد الجيزاوي، إنتاج شركة Reel LA Productions (المنتج ناثان بينيت)، وتتولى MAD Solutions مهام توزيع الفيلم في العالم العربي.