وذلك بحضور عدد من سفراء الدّول العربيّة وممثّلي بعثاتها الدّبلوماسيّة، إضافة إلى عديد الخبراء والمهتمّين بالتّراث
في كلمته افتتاح المؤتمر، التي ألقاها نيابة عنه د. محمّد عبد الباري القدسي المدير العام المساعد بالألكسو، ذكّر د. سعود الحربي مدير عام المنظّمة بما تمرّ به المنطقة العربيّة من ظروف حرجة بسبب انتشار الاعتداءات والنّزاعات والحروب في عدد من الدّول، وما ينتج عن ذلك من مخاطر تهدّد الإنسان وإرثه الثّقافي المستهدف من قبل الجماعات الإرهابيّة وعصابات الجريمة المنظّمة العابرة للدّول. وأكّد د. الحربي الحاجة الملحّة إلى التّعامل مع هذا الوضع الطّارئ بما يلزم من حذر وجدّيّة، والحرص على توثيق التّراث المادّي واللاّمادّي لحفظه وتيسير عمليّة استرجاعه في حالة تعرّضه إلى الاعتداء أو التّلف، داعيا إلى تضافر الجهود لتحقيق هذه الغاية ومثمّنا التّعاون النّموذجي القائم بين المنظّمة العربيّة للتّربية والثّقافة والعلوم وبين شركائها الإقليميّين والدّوليّين في هذا المجال.
ومن جهته، أكّد د. محمّد زين العابدين وزير الشّؤون الثّقافيّة بالجمهوريّة التّونسيّة ضرورة حشد الهمم لتدارك ما فاتنا في مجال حماية التّراث باعتبار ذلك خطوة أساسيّة ضمن مشروع حضاريّ أشمل لحفظ الخصوصيّة الثّقافيّة أمام طغيان المصحلة الاقتصاديّة التي يفرضها سياق عالمي تحكمه العولمة وما تفرضه من قوانين. كما أشار الوزير إلى أهمّيّة التّكامل بين القرار السّياسيّ والجهد الأكاديميّ والمجتمعيّ لحفظ التّراث باعتباره شاهدا على الماضي الذي نحتاج استحضاره حاضرا وأخذه في الاعتبار مستقبلا، منبّها إلى خطورة القطيعة بين الناشئة وتراثها، وهو ما يهدّد الخصوصيّة الثّقافيّة والوعي الجمعيّ ويحول دون تحقيق التّوازن المنشود بين حفظ الأصول الثّقافيّة والأخذ بالقيم الإنسانيّة.
هذا وتتواصل أشغال المؤتمر حتّى يوم الاثنين 4 ديسمبر 2017، حيث ستشهد تقديم عددا هامّا من المداخلات العلميّة وتقديما لتجارب ناجحة في مجال توثيق التّراث وحمايته، إضافة إلى تنظيم موائد مستديرة حول مسائل ذات صلة بموضوع المؤتمر