كانت الفرجة حاضرة بشكل لافت في العرض من خلال لوحات الرقص والأزياء المبهجة والماجورات أيضا. وشاهدنا "حسان الدوس" منطلقا على الركح يرقص بإتقان، يغني ويعزف تارة على البيانو وتارة أخرى على الجيتار الإلكترترونية. كان سعيدا لذلك اعترف قائلا "هذه أحلى ليلة في حياتي"، ونجح الجمهور بتفاعله في بث الكثير من الطاقة فيه
افتتح "الدوس" سهرته بأغنية "تبعني"، واختتمها ب"طاير" ليغادر الركح وهو في حالة طيران حقيقية وقد تخطى امتحان قرطاج بنجاح كبير وانتظار الجمهور له حتى خروجه من الكواليس لالتقاط صور معه دليل على هذا النجاح
غنى "حسان الدوس" أيضا "قطوسة الرماد" الأغنية الجنيريرك لهذا المسلسل التركي التي حقق بها نجاحا كبيرا، وغنى أيضا "سلام بسلام"، "بيدو خال"، "يا ولدي"، "شطحة"، "ليلة"، وقدم الجديد متمثلا في أغنية "تصويرة" شاركته غناءها "لينا" و"علياء" وهما طفلتان موهوبتان وأغنية ثانية هي "أم الزين الجمالية" في توزيع جديد
ولم يكن "حسان الدوس" قادرا على تجاوز سهرته القرطاجنية دون أن يقدم قطعة أوبيرالية "o sole mio" لبافاروتي أداها بإتقان كبير على الرغم من صعوبتها
كما غنى "bella ciao" الأغنية التي رافقت المناضلين الإيطاليين في قتالهم ضد ألمانيا في الحرب العالمية الثانية، ووضعت كلماتها التي تم تأليفها سنة 1944 على موسيقى أغنية إيطالية معروفة في إيطاليا فترة العشرينات، ومع مرور الزمن صارت هذه الأغنية نشيدا للمقاومة في كافة أنحاء العالم
"كرنفال حسان الدوس" كان بحق واحدا من أجمل عروض الدورة الرابعة والخمسين لمهرجان قرطاج الدولي أثبت من خلاله أن نجاح الفنان التونسي في أعرق المسارح وأكبر المهرجانات ممكن متى آمن بما يقدم واشتغل بصدق وبجدية على مشروعه أما بالنسبة لبعض الجوانب السلبية فتمثلت في استعمال تقنية البلايا بك هذا إلي جانب التعب وتراجع وتيرة العرض في العديد من المناسبات.